تتواصل المواجهات المسلحة شمالي سوريا لليوم الثاني على التوالي، بعد هجوم كبير شنته "هيئة تحرير الشام" وفصائل سورية معارضة، ضد مناطق تقع تحت سيطرة الحكومة في ريف حلب الغربي، بينما أعلنت دمشق أن قواتها تتصدى لهجمات "تنظيمات إرهابية".وذكرت عدة تقارير وناشطون أن الفصائل المهاجمة سيطرت على عدد من البلدات والمواقع العسكرية المهمة، وسط اشتداد المعارك وبلوغها مشارف مدينة حلب، وذلك في هجوم هو الأكبر منذ مارس 2020 حين وافقت روسيا وتركيا على وقف إطلاق نار أنهى سنوات من القتال الذي تسبب في تشريد ملايين السوريين المعارضين للحكومة.وكانت مجموعة من الفصائل المسلحة، أعلنت في بيان الأربعاء، بدء معركة "ردع العدوان"، رداً على ما قالت إنه "تصعيداً للضربات الروسية والسورية خلال الأسابيع الماضية ضد المناطق المدنية في إدلب، واستباقاً لأي هجمات قد يشنها الجيش السوري الذي يحشد قواته قرب خطوط المواجهة".وبحسب تقرير لصحيفة "الشرق الأوسط"، قال مصدر عسكري إن المسلحين تقدموا وأصبحوا على مسافة 10 كيلومترات تقريباً من مدينة حلب، وعلى بعد بضعة كيلومترات من بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين يوجد بهما حضور قوي لجماعة "حزب الله" اللبنانية المدعومة من إيران.كما تمت مهاجمة مطار النيرب، شرقي حلب، حيث تتمركز فصائل موالية لإيران أيضاً.
للخبر بقية في الأسفل.. ومن أخبارنا أيضاً:
هذه هي المدينة الثالثة التي تسقط بالكامل.. الله يستر ماالذي يحدث بسوريا الآن
سقطت المحافظة الثالثة بالكامل الله يستر
تفاجأ العالم بموقف في برنامج “أحمر بالخط العريض”.. والمذيع يخجل وينسحب في منتصف الحلقة
أيـ.ـران تعلن الحـ.ـر.ب الله يستر من اللي جايي
سقطت المحافظة الثالثة بالكامل الله يستر
سيتم اقفال أكثر من جسر.. توقعات مرعبة من العراف ميشال حايك والسوريين مصدومين!!
راح تصير مفاجأت في سوريا ما حدا راح بستوعبها ليلى عبد اللطيف تكشف ماسيحدث
وفي وقت سابق الخميس، ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن الجنرال في الحرس الثوري الإيراني كيومارس بورهاشمي لقي مصرعه في حلب شمالي سوريا، وقالت وكالة أنباء "تسنيم" شبه الرسمية، إن بورهاشمي "قائد المستشارين الإيرانيين" في حلب، لقي مصرعه، الخميس، خلال الهجوم الذي تنفذه قوات المعارضة السورية غربي المحافظة.وتُشير تقارير عديدة إلى أن "هيئة تحرير الشام" والفصائل المتحالفة معها تمكنت من قطع الطريق الدولي الذي يصل العاصمة دمشق بحلب، والمعروف باسم M5، قبل أن يتقدموا شرقاً بعدما سيطروا على شريط بطول 110 كيلومترات، يمر عبر 40 قرية وبلدة ذات أهمية استراتيجية.وذكرت وكالة "الأناضول" التركية أن مساحة المنطقة التي باتت تُسيطر عليها فصائل المعارضة السورية منذ بداية المعاركة الأخيرة وصلت إلى 250 كيلومتراً مربعاً، وباتت على بعد 5 كيلو مترات من مدينة حلب.وبالتزامن مع اشتداد المعارك، بدأت موجة نزوح تقدر بالآلاف من ريف حلب الغربي باتجاه مناطق "درع الفرات" التي تُسيطر عاليها فصائل موالية لتركيا، نحو جرابلس وجرجناز.وقالت القيادة العامة للجيش السوري في بيان إن "التنظيمات الإرهابية المسلحة المنضوية تحت ما يسمى (جبهة النصرة الإرهابية) والموجودة في ريفي حلب وإدلب قامت بشن هجوم كبير وعلى جبهة واسعة صباح الأربعاء، بأعداد كبيرة من الإرهابيين، وباستخدام الأسلحة المتوسطة والثقيلة، مستهدفة القرى والبلدات الآمنة ونقاطنا العسكرية في تلك المناطق".وأضاف البيان الذي نشرته وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، أن قوات الجيش السوري "تصدت للهجوم الإرهابي الذي ما زال مستمراً، وكبدت التنظيمات الإرهابية المهاجمة خسائر فادحة في العتاد والأرواح، وتقوم قواتنا بمواجهة التنظيمات بمختلف الوسائط النارية وبالتعاون مع القوات الصديقة".ولا تزال المعلومات والأرقام المتضاربة بشأن خسائر كل طرف في المواجهات التي تزال مستمرة، وذلك في وقت يتم تداول مقاطع وصور تُظهر آليات عسكرية يقول تحالف "ردع العدوان"، إنه سيطر عليها خلال المعارك، إضافة إلى تداول صور لجنود في الجيش السوري يُزعم أنهم أسرى لدى فصائل معارضة.وفي شأن ذي صلة، أفادت وكالة "الأناضول" التركية، بأن 4 مدنيين لقوا مصرعهم وأصيب 21 آخرون، الخميس، بغارات روسية على بلدة دارة عزة في الريف الغربي لمحافظة حلب.
وبحسب مرصد مراقبة الطيران التابع للمعارضة السورية، أقلعت المقاتلات الروسية من قاعدة حميميم العسكرية في محافظة اللاذقيةمع مطلع الشهر الجاري أعلنت "هيئة تحرير الشام" الفصيل المسلح الذي يُسيطر على أكبر معاقل المعارضة السورية في إدلب شمال غربي البلاد عن سلسلة من الاستعراضات العسكرية جاءت في لحظة معقدة، أراد منها التنظيم الذي مرّ بأطوار تحول وتغير أن يرسل رسالة واضحة بأن سلاحه جاهز للمرحلة القادمة التي تبدو شديدة التعقيد.ومنذ بدء الصراع في سوريا عام 2011 اجتذبت البلاد الكثير من الجماعات المسلحة، وبينما اندثرت غالبيتها عن خارطة الميدان، حافظ بعضها على هيكليته ومناطق سيطرته حتى الآن، ولعل أبرز الجماعات المتبقية هي "هيئة تحرر الشام" والتي ظلت، بفعل عوامل عديدة، مسيطرة على بقعة جغرافية بثقل سكاني كبير، فيما يتردد اسمها اليوم بشكل واسع وسط حديث عن تصعيد عسكري محتمل في جبهة الشمال وتأهب لمعركة مقبلة، وتغيير سياسي قد يحمله ملف التقارب السوري التركي.والهيئة التي تسيطر على مناطق واسعة شمالي سوريا، هي تنظيم متطرف أسسه عام 2012 أعضاء في "تنظيم دولة العراق الإسلامية".
واختارت هذه الجماعة بدايةً اسم "جبهة النصرة- تنظيم القاعدة في بلاد الشام"، وسرعان ما استطاعت فرض نفسها من خلال العمليات الانتحارية التي نفذتها ضد القوات الحكومية، وفي السنوات اللاحقة ازدادت حجماً وقوة، وتمكنت من إقصاء العديد من فصائل المعارضة، وغيّرت اسمها أكثر من مرة..وفي العام 2017 أسّست الهيئة "حكومة إنقاذ"، تصف نفسها عبر موقعها الإلكتروني بأنها "حكومة تكنوقراط وُلدت من خلال مبادرة للأكاديميين في المناطق المحررة".
كيف حافظت الهيئة على نفوذها؟
منذ تأسيسها عام 2012، يتولى قيادة "جبهة النصرة" أحمد حسين الشرع المعروف بـ"أبو محمد الجولاني"، وهو سوري من مواليد عام 1982 التحق في سن مبكرة بالجماعات التي قاتلت ضد الجيش الأميركي في العراق عام 2003.وكان الجولاني من الأعضاء المؤسسين للتنظيم في سوريا، وخلال 2013 أعلن مبايعة زعيم "تنظيم القاعدة" أيمن الظواهري، وفي مايو من العام نفسه صنّفته وزارة الخارجية الأميركية على أنه "إرهابي عالمي"، وأعلنت بعد سنوات عن مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لكل من يُدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه.
وفي 2016، أعلن الجولاني فك الارتباط بـ"تنظيم القاعدة"، وغير اسم الجماعة إلى "جبهة فتح الشام".إلا أن الجولاني حافظ على النهج الراديكالي نفسه، وقال في مقطع فيديو آنذاك، إن التشكيل الجديد يهدف إلى "العمل على إقامة دين الله وتحكيم شرعه وتحقيق العدل بين الناس، والعمل على التوحد مع الفصائل لرص صف المجاهدين، ولنتمكن من تحرير أرض الشام من حكم الطواغيت والقضاء على النظام وأعوانه".وفي مطلع 2017، أعلنت عدة جماعات مسلحة حل نفسها واندماجها بشكل كامل ضمن كيان عسكري واحد تحت اسم "هيئة تحرير الشام"، بقيادة المهندس هاشم الشيخ المعروف بـ"أبي جابر".
وضمّت 5 فصائل هي: "جبهة فتح الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، و"حركة نور الدين الزنكي"، و"لواء الحق"، و"جبهة أنصار الدين"، و"جيش السنة"، لكن ما لبث الكيان الجديد أن انهار وانشقت فصائله عن بعضها البعض، لتبقى "هيئة تحرير الشام" بقيادة الجولاني نفسه.وفقدت "جبهة فتح الشام" عدداً من أبرز قياداتها، على غرار العراقي أبو مارية القحطاني الذي لقي مصرعه في يوليو 2024، إضافة إلى المسؤول الأمني المعروف بـ"أبو أحمد حدود"، وعبد الرحيم عطّون المسؤول عن الملف الشرعي، وأبو إبراهيم سلامة المسؤول الاقتصادي، وأبو عبد الرحمن الزربة، و"أبو حسن 600" القائد العسكري سابقاً، وغيرهم من القيادات.وبشأن انتشار الهيئة جغرافياً، قال الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة، عرابي عبد الحي عرابي، إن تموضع الجماعة بدأ في مساحة واسعة من ريف إدلب وحماة، مع وجود ضعيف في ريف حلب الغربي ومنطقة دارة عزة وجبل الشيخ بركات المطل على عفرين، إلى جانب مناطق واسعة في ريف حلب الغربي والشمالي والجنوبي وريف حماة الشمالي، إلا أن اقتتال الجماعة مع كل من "أحرار الشام" و"حركة نور الدين الزنكي" مطلع 2019 غيّر من خارطة السيطرة، إذ انفردت بعد هزيمة خصومها بحكم معظم مناطق وقرى ريف حلب الغربي مع وجودٍ لمكونات ما يعرف بـ"الجبهة الوطنية".