قبل نحو 40 عاما، تأسس في الأرجنتين فريق علمي حمل اسم "فريق الأنثروبولوجيا الشرعية"، وكان واحدا من أهم أنشطته، استخدام تحليل الأسنان لتحديد هوية الآلاف من ضحايا نظام الحكم العسكري، والذين عثر عليهم في مقابر جماعية بعد انتهاء فترة "الحرب القذرة" (1976-1983) بين نظام الحكم العسكري والمعارضة اليسارية، التي شملت مجموعات مسلحة ومدنية.
وحاز هذا الفريق شهرة عالمية بعد تمكنه من التوصل لهوية آلاف المفقودين باستخدام التحليل السني والحمض النووي، لتلهم تجربة نجاحه، تجارب مماثلة في أجزاء أخرى من العالم، وهو ما دفع فريقا بحثيا من جامعة دندي بأسكتلندا يقوده باحث من أصول سورية، إلى محاولة استشراف إمكانية استخدام هذه الوسيلة في تحديد هوية المفقودين خلال الحرب التي امتدت لأكثر من 13 عاما، منذ اندلاع الثورة السورية في عام 2011.
للخبر بقية في الأسفل.. ومن أخبارنا أيضاً:
لماذا يجب احراق ملابس الرجل المتوفي قبل الاربعين ؟ ومالذي يحصل لمن احتفظ بها؟
أربعة اشياء في البيوت تجلب المشاكل والنحس وتمنع الرزق!
تناول هذه الفاكهة ولو مرة في الاسبوع .. تحمي قلبك وتقوي عظامك وتقيك من كل أنواع السرطانات
سرطان الثدي..ما هي أولى علامات المرض ظهوراً؟
8 أشياء إذا كانت موجودة في منزلك فسوف تعيش طوال عمرك فقيراً.. اخرجها من بيتك فوراً!
الصين تفجر قنبلة القرن وتفاجأ العالم بالإعلان رسميا عن علاج تام لأول مريض سكري
احذر تناولها .. 7 أجزاء في الدجاج قد تصيبك بالسرطان اياك وتناولها..الجميع يحبها!!
هل يجوز دفن الميت ليلا؟ احذر 3 أوقات لا تدفن فيها المتوفى
" وداعاً للأورام الخبيثة ".. نبتة غريبة من أمريكا الجنوبية تذيب الخلايا السرطانية وتقوي المناعة
وبالتزامن مع سقوط نظام بشار الأسد، حيث فقد الآلاف في غياهب سجونه، ترجح دراسة نشرت بعدد ديسمبر/كانون الأول الجاري في دورية " فورنسيك ساينس إنترناشونال" أنه يمكن التعرف على رفات هؤلاء الضحايا باستخدام أدوات "التعرف المقارن" للأسنان المرصودة بالدراسة، ولكنها تواجه بعضا من التحديات.
والتعرف المقارن للأسنان، تقنية طبية شرعية تُستخدم لتحديد هوية الأشخاص بناء على الخصائص الفريدة لأسنانهم، وتتضمن هذه الطريقة مقارنة السجلات السنية (مثل الأشعة السينية، جداول الأسنان، والصور) للأشخاص المفقودين مع البقايا العظمية غير المعروفة بهدف تحديد الهوية.
وتعتمد تلك التقنية على المعلومات التي يمكن العثور عليها بالسجلات السنية قبل الوفاة (مثل تلك التي يحتفظ بها أطباء الأسنان أو مقدمو الرعاية الصحية)، للبحث عن أوجه التشابه مع البقايا العظمية غير المعروفة، وتشمل هذه السجلات الحشوات، التيجان، التسوس، نمط التآكل، والخصائص الفريدة مثل محاذاة الأسنان أو الأسنان المفقودة.
وعلى الرغم من أهمية تلك الطريقة وفعاليتها في التجارب السابقة، فإن الدراسة للباحثين من جامعة دندي بأسكتلندا، كشفت عن مجموعة من التحديات في الحالة السورية تجعل هناك صعوبة في تطبيقها بالوقت الراهن.
وشملت الدراسة استبيانات أجاب عليها 4 مجموعات مختلفة (الجمهور العام، أطباء الأسنان، أطباء الأسنان الشرعيون، وجمعية طب الأسنان السورية)، وسلطت الضوء على التحديات الكبرى التي تواجه جهود تحديد الهوية في سوريا باستخدام الأسنان، حيث أجمعوا على مجموعة منها، وأبرزها نقص التدريب والخبرة في مجال الطب الشرعي، ونقص السجلات الطبية المسبقة، التي تعتبر ضرورية للمقارنة مع البيانات بعد الوفاة.
وأعرب 80% من الجمهور، و50% من أطباء الأسنان، و92% من أطباء الأسنان الشرعيين عن شكوكهم في إمكانية تنفيذ التحليل المقارن للأسنان بشكل فعال في سوريا في الوضع الحالي لنقص الخبرة المحلية، وأقر أكثر من 92% من أطباء الأسنان الشرعيين بأن نقص التدريب يمثل عائقا رئيسيا، في حين أشار أكثر من 90% منهم، إلى أن الوعي العام حول موضوع طب الأسنان الشرعي لا يزال محدودا.
طبيب الأسنان السوري والعالم في مجال طب الأسنان الشرعي بجامعة دندي بأسكتلندا والباحث الرئيسي بالدراسة رواد قاق (جامعة دندي)
كنز الأسنان لا ينضب
وفي حين أن الدراسة تقدم أدلة على أن التعرف المقارن، قد لا يكون قابلا للتطبيق في سوريا، فهذا لا يعني بالضرورة أنه لا يمكن استخدام الأسنان في التعرف على رفات بشرية في سوريا، كما يقول طبيب الأسنان السوري والعالم في مجال طب الأسنان الشرعي بجامعة دندي بأسكتلندا، والباحث الرئيسي بالدراسة رواد قاق، في تصريحات خاصة للجزيرة نت.