حذّر المحلل السياسي المختص في الشأن الروسي د. آصف ملحم في حوار مع فرانس24، من أن رد موسكو على تجاوز أوكرانيا "الخط الأحمر" بشنها الأربعاء لأول مرة هجوما بصواريخ "أتاكمز" الأمريكية استهدف الأراضي الروسية، قد يكون بشن قصف بقنبلة نووية تكتيكية يدفع الأوكرانيين إلى الاستسلام، بعد أن فشلت جهود التسوية في إيجاد مخرج سلمي لهذا النزاع.
صورة مأخوذة من مقطع فيديو وزعته وزارة الدفاع الروسية في 29 أكتوبر/تشرين الأول 2024، لاختبار إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات من طراز يارس من منصة الإطلاق بليسيتسك في شمال غرب روسيا. © أسوشيتد برس
للخبر بقية في الأسفل.. ومن أخبارنا أيضاً:
عـ.ـا.جل الآن دقت ساعة الصفر.. حـ.ـرب شرسة بدأت الآن
هجـ.ـوم كبير على سوريا والقـ.ـتلى بالعشرات يارب سلم
عـ.ـا.جل الآن أكبر هجـ.ـوم جوي في العالم سيحدث الليلة.. حـ.ـرب وهـ.ـجوم شرس بدأ الآن
عـ.ـا.جل الآن ساعة الصفر دقت.. حـ.ـرب شرسة بدأت الآن
انظروا للعاصمة انها تحرق.. انفـ.ـجارات عنيـ.ـفة تزلزل العاصمة الآن واغلاق فوري للمطار
تتسارع التطورات في أوكرانيا وروسيا فيما تتجه الأوضاع إلى مزيد من التوتر والتصعيد مع تخطي كييف "الخط الأحمر" الذي وضعته موسكو، بضربها للأراضي الروسية لأول مرة الأربعاء باستخدام صواريخ أمريكية بعيدة المدى من طراز "أتاكمز".
في ضوء ذلك، حذّرت سفارة واشنطن في كييف من "هجوم جوي كبير محتمل" غداة توعد الروس بالرد على الهجوم الصاروخي الأوكراني.
"هجوم روسي جوي كبير محتمل"
وقالت السفارة على موقعها الإلكتروني إنها "تلقت معلومات دقيقة بشأن هجوم جوي كبير محتمل في 20 نوفمبر/تشرين الثاني"، مضيفة: "كإجراء احترازي، سيتم إغلاق السفارة والطلب من موظفي السفارة الاحتماء في أماكنهم"، كما أوصت رعاياها "بالاستعداد للاحتماء بشكل فوري في حال إعلان إنذار جوي".
والثلاثاء قال مسؤول أوكراني رفيع المستوى لوكالة الأنباء الفرنسية إن الجيش ضرب منطقة بريانسك الروسية الحدودية بصواريخ "أتاكمز". وفي اليوم الألف من الحرب، استخدمت قوات كييف منظومة الصواريخ التكتيكية الأمريكية هذه لقصف روسيا مستغلة الضوء الأخضر الأمريكي للرئيس المنتهية ولايته جو بايدن.
كما نقلت وكالة بلومبرغ الأربعاء عن مصدر مسؤول أن أوكرانيا أطلقت صواريخ بريطانية بعيدة المدى من طراز "ستورم شادو" على الأراضي الروسية للمرة الأولى.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف توعّد الثلاثاء برد "مناسب" على الهجوم الأوكراني، منددا بضلوع واشنطن في الهجمات التي اعتبرها "مرحلة جديدة" في النزاع.
كما نقلت وكالة الإعلام الروسية عن مدير المخابرات الروسية سيرغي ناريشكين قوله الأربعاء، إن محاولات دول حلف شمال الأطلسي لتسهيل الضربات الصاروخية الأوكرانية داخل روسيا لن تمر دون رد.
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين لوكالة ريا نوفوستي للأنباء في تعليقات نشرت الأربعاء، إن الخط الساخن الخاص للطوارئ بين الكرملين والبيت الأبيض، الذي أنشئ بعد أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، غير مستخدم حاليا.
"الحرب دخلت مرحلتها النهائية الأكثر خطورة"
ويزيد من المخاوف حيال مآلات هذا النزاع وتحوله إلى صدام مباشر بين الغرب وروسيا، قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء تقليص الحد الذي يسمح لبلاده بتوجيه ضربة نووية ردا على مجموعة أوسع من الهجمات التقليدية.
ودخلت الحرب فيما يصفه بعض المسؤولين الروس والغربيين بأنه قد يكون "مرحلتها النهائية الأكثر خطورة"، مع تقدم قوات موسكو بأسرع وتيرة منذ الأسابيع الأولى من الصراع، بينما يتساءل الغرب عن كيفية انتهاء النزاع.
كما بدأت روسيا إنتاجا متسلسلا لملاجئ متنقلة يمكنها الحماية من مجموعة متنوعة من المخاطر تتضمن الصدمات الموجية والإشعاع الناجمين عن انفجار نووي. وأفاد معهد الأبحاث التابع لوزارة الطوارئ الروسية بأن وحدة (كيه.يو.بي-إم) توفر الحماية لمدة 48 ساعة ضد هذه المخاطر وغيرها من مخاطر الكوارث الطبيعية تلك التي من صنع الإنسان.
ونقلت عدة حسابات على منصات التواصل بما فيها الأوكرانية أنباء عن حشد روسيا لعدد كبير من القاذفات الإستراتيجية من طراز تو-95 وتو-160 قرب الحدود الأوكرانية، تمهيدا على ما يبدو لشن ضربة انتقامية ردا على الهجوم بصواريخ "أتاكمز".
كما دفع التصعيد المستمر للنزاع السويد الإثنين إلى إرسال نحو 5 ملايين دليل إرشاد إلى سكانها لحثهم على الاستعداد لاحتمال وقوع حرب، وذلك بالتزامن مع إطلاق فنلندا المجاورة لموقع إلكتروني يتضمن نصائح مماثلة.
أسرع تقدم روسي في شرق أوكرانيا منذ 2022
ميدانيا، حققت قوات الكرملين أسرع مكاسبها في شرق أوكرانيا منذ 2022، وكثفت الضغط في الشمال الشرقي والجنوب الشرقي أيضا. وأعلنت روسيا الأربعاء السيطرة على بلدة جديدة قرب مدينة كوراخوفيه في شرق أوكرانيا حيث تحقق قواتها تقدما متواصلا على الجبهة منذ أشهر. وقال الجيش الروسي إنه "على إثر الهجوم حرّرت (القوات) بلدة إيلينكا" في منطقة دونيتسك.
كما شنّت القوات الروسية في الأيام الأخيرة هجمات قرب كوبيانسك على مسافة 40 كلم من الحدود الروسية وتوغلت بشكل عابر داخل المدينة، بحسب السلطات المحلية الأوكرانية. وكان الجيش الروسي أعلن الإثنين السيطرة على قرية نوفوليكسييفكا على بعد حوالي 15 كيلومترا جنوب مدينة بوكروفسك.
د. آصف ملحم: بالنسبة إلى خارطة المعارك وتطورات الأوضاع الميدانية في الحرب الأوكرانية، فعلى صعيد الجبهة الشرقية، نرصد في الجنوب، تقدم القوات الروسية انطلاقا من قرية ترودوفوي باتجاه نهر سوخيي يالي، ووصولها إلى نهر يفصلها عن بلدة أوسبينوفكا التي تقع إلى الشمال منه. كما تقدمت نحو بلدة إليزافيتوفكا ومزرعة فيسيلي وهاتان المنطقتان تقعان شرق ترودوفوي على نهر سوخيي يالي.
كذلك، تمكنت القوات الروسية من دخول قرية دالني، والتي في حال وقوعها بين أيديها، فإنها تعني السيطرة على طريق إستراتيجي يصل بينها وبين قرية أوسبينوفكا، ومن ثمة محاصرة القوات الأوكرانية العاملة شرق هذا الطريق.
وإلى الشمال من بحيرة كوراخوفسكي الاصطناعية، فقد تمكنت القوات الروسية من السيطرة على بلدة نوفايا إيلينكا والدخول إلى بلدة بيريستكي. تقع البلدتان على الشاطئ الشمالي للبحيرة. كما تستمر القوات الروسية باقتحام مدينة توريتسك وقد دخلت مدينة تشاسوف يار عبر كل المحاور. يحاول الجيش الروسي الآن السيطرة على مصنع المواد العازلة حراريا في هذه المدينة. وفي مدينة كوبيانسك الشمالية، تمكن الجيش الروسي من الدخول إلى أطراف المدينة من الجهة الشمالية الشرقية، وهناك قتال عنيف في المنطقة.
أما على جبهة كورسك، فمن الجهة الغربية، تحاول روسيا إخراج القوات الأوكرانية من قرى دارينو، نيكولاييفا-دارينو، نيجني-كلين، ونوفوإيفانوفكا. ومن الجهة الشمالية الغربية، فهي تحاول تطهير غابة بالشوي أولغوفسكي حيث كانت القوات الأوكرانية تتمركز.
من الجهة الشمالية، تحاول روسيا دفع القوات الأوكرانية من قرية باغريبكي. أما شرقا، فهي تسعى إلى إخراج قوات كييف من قريتي كوريلوفا، بليخوفو. ويجري في كافة هذه القرى والبلدات قتال عنيف بين قوات البلدين.
-
ما هو رد موسكو المحتمل بعد أن تجاوزت كييف "الخط الأحمر" الروسي؟
وفق تقديري، فقد تقوم روسيا بقصف أوكرانيا بقنبلة نووية تكتيكية في منطقة عسكرية ما. وهناك مجموعة كبيرة من المطارات العسكرية المرشّحة لمثل هذا القصف الروسي، على سبيل المثال: يوجد في مقاطعة خليمنسكي مطار ستاروكوستيانتينيف الذي يتم توريد الأسلحة الغربية عبره. كما هناك طريق لتوريد الأسلحة من بولندا باتجاه أوكرانيا قد يتم قصفه بقنبلة من هذا النوع، ستكون بمثابة التحذير لأوكرانيا والتهديد بالنسبة إلى الدول الغربية.
سيقود أي رد غربي على الهجوم الروسي إلى حرب نووية شاملة بالتأكيد، وفي حال لم يكن هناك رد، فإن روسيا ستقوم بمواصلة قصف المناطق الأوكرانية بالقنابل النووية التكتيكية حتى تستسلم القيادة السياسية والعسكرية بالكامل ويتم حل الجيش الأوكراني وإعادة صياغة النظام السياسي لهذا البلد، هذا هو الأرجح اليوم.
03:37
هناك سيناريو آخر للرد الروسي، أن يتم تزويد دول أو جماعات بما فيها الحوثيين في اليمن بأسلحة نوعية مثل الصواريخ المضادة للسفن، قد تستخدم في قصف سفن بريطانية أو أمريكية، سيقود هذا السيناريو أيضا إلى تصعيد مباشر بكل الأحوال بين روسيا والدول الغربية وينتهي بمواجهة مباشرة بالسلاح النووي.
لكن يمكن أن يفضي القصف الروسي النووي الأولي إلى أن تلجأ كافة الأطراف إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات وحل جميع المشاكل العالقة. لذلك، فإن الموضوع في منتهى التعقيد والخطورة وكل السيناريوهات ممكنة، لكن أعتقد أن روسيا ستضرب أوكرانيا بالسلاح النووي لدفعها إلى الاستسلام، والتوصل إلى تفاهم مع الغرب.
-
ما قصة الملاجئ الواقية من الإشعاع النووي التي تقوم روسيا بإنتاجها؟
في الواقع، هذا الموضوع ليس جديدا حيث أن روسيا عملت دائما على تحصين عدة مرافق من ذلك مثلا محطات الميترو ضد مثل هذه الإشعاعات. لكن موضوع الملاجئ أكده المعهد العلمي البحثي الروسي لمسائل الدفاع المدني والطوارئ. فهناك مصنع في مقاطعة نيجني نوفغورود يقوم بإنتاج هذه الملاجئ التي يطلق عليها "كيه.يو.بي-إم KUB-M" وهي قادرة على حماية المدنيين من كافة الإشعاعات لمدة 24 ساعة وتتسع لعدد 54 شخصا. وهي تقاوم موجة الصدمة والإشعاع النووي وباقي الإشعاعات الناجمة عن القنبلة النووية. كما أن هذه الملاجئ متحركة أي أنها قابلة للتنقل من مكان إلى آخر، وهي مزودة بكل الأنظمة الهندسية اللازمة للتهوية والطعام وما إلى ذلك. وفعليا، يتم تصنيع هذه الملاجئ في روسيا بشكل دوري. هذا الموضوع أصبح جديا إلى أبعد الحدود.
-
هل هذا التصعيد لفرض واقع معين قبل مفاوضات محتملة؟ أم دليل على فشل جهود تسوية النزاع؟
فيما يتعلق بالمفاوضات بين روسيا والدول الغربية، لا ننسى أنه قد كانت هناك أصلا محادثات سبقت اندلاع الحرب الأوكرانية، وتناولت الضمانات الأمنية في أوروبا نفسها. لكن الأطراف لم تصل في حينه إلى أي تقدم أو نتائج ملموسة.
تريد الولايات المتحدة خوض حرب بطيئة مع روسيا لاستنزافها في نزاع على نار هادئة، وهي تحاول جرّ العالم كله إلى حرب شاملة وفق ظروف معينة تفرضها هي، حيث تكون قابلة للإدارة والتحكم بما يسمح لها بأن لا تنخرط فيها بشكل مباشر، بل تكتفي الولايات المتحدة بحصد المكاسب من هذه الحرب. ثم يجب فهم بأن السياسة الخارجية الأمريكية تقوم على مبدأين: المصالح الوطنية من جهة، ولكن أيضا المصالح الدولية.
لكن إن قامت روسيا بخطوة تصعيدية شاملة، فقد تضطر أمريكا إلى التفاوض معها. لذلك، فهناك تصعيد قبل مفاوضات محتملة بهدف التوصل إلى هدف سياسي محدد، حتى إن روسيا تحاول هي الأخرى من خلال التصعيد دفع الدول الغربية وخصوصا الولايات المتحدة تحديدا إلى التوصل لاتفاق.