قال الخبير العسكري العقيد حاتم كريم الفلاحي إن قوات وزارة الدفاع السورية فشلت في بناء خط دفاعي عن مدينة حماة، مما سرّع من سقوطها بقبضة فصائل المعارضة السورية المسلحة رغم بعد المسافة بينها وبين حلب.
وأوضح الفلاحي -في تحليله للتطورات العسكرية بسوريا- أن هناك حالة من الفوضى والارتباك في صفوف الجيش السوري، مستدلا بترك القوات آليات عسكرية وذهابهم إلى جهات غير معلومة.ووفق الخبير العسكري، فإن إدامة زخم العمليات من طرف المعارضة السورية المسلحة لم تمنح قوات وزارة الدفاع السورية فرصة لإعادة التوازن مما جعل حالة الارتباك تستمر.
للخبر بقية في الأسفل.. ومن أخبارنا أيضاً:
طرد الخبير فايز الدويري بسبب غلطة لا تغتفر نهائيا
الدكتورة هبه قطب تفجرها وتعلن عن 12 علامة تدل على ان زوجتك لا يحبك
الوضـ,ـع خطـ,,ـير وحـ,,ـساس.. فايز الدويري يعلن دخول مرحلة الخـ,,ـطر: مافات لم يكن شيئاً ياجماعة
العالم الهولندي يحـ,,ــذر.. زلز,,ال قوي سيضـ،،رب 3 دول متوسطية
الكل مصدوم من توقعات العراف مايك فغالي لهذا العام.. أصبحت حديث الجمهور
لأول مرة ماهر الأسد يظهر ويتحدى احمد الشرع ويوجه تهديداً له وللسوريين: لا تفرحوا كثيراً
الدكتورة هبه قطب تفجرها وتعلن عن 12 علامة تدل على ان زوجتك لا يحبك
وتعد مدينة حماة مركز محافظة حماة في وسط سوريا، وتقع في منتصف المسافة بين العاصمة دمشق وحلب، وتبعد 90 كيلومترا إلى الشرق من بانياس، وتقارب مساحة المحافظة كلها 9 آلاف كيلومتر.وتعتبر حماة رابعة أكبر المدن السورية، ويشكل المسلمون الأغلبية الساحقة من السكان وتوجد بها أقلية صغيرة من المسيحيين.وقال الفلاحي إن حماة تعد بيئة غير صديقة لقوات الجيش السوري، مما سرّع أيضا من انهيار القطاعات العسكرية في ظل شعور الجنود بأن الجميع سيستهدفهم بعمليات، متوقعا تكرار السيناريو ذاته في حمص.وأعلنت قوات المعارضة السورية -في وقت سابق اليوم الخميس- دخول مدينة حماة والسيطرة على أحياء بها، إلى جانب السيطرة على مطار المدينة العسكري ومبنى قيادة الشرطة وإخراج مئات السجناء من السجن المركزي.ورجح الفلاحي خروج قوات وزارة الدفاع السورية من منطقتي الرستن وتلبيسة، متوقعا أن تقدم قوات المعارضة على تأمين القطاعات العسكرية التي ستتقدم على طريق "إم 5".
وأعرب عن قناعته بأن بُعد المسافة بين حلب وحماة "تُمكن الجيش السوري من بناء خط دفاعي"، لكنه استدرك بالقول إن انسحاب قواته تحت النار يمكن أن يتحول إلى هزيمة مع مواصلة قوات المعارضة عمليات المطاردة.في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع السورية أن قواتها نفذت "إعادة انتشار وتموضع" خارج مدينة حماة "حفاظا على أرواح المدنيين من أهالي المدينة وعدم زجهم في المعارك"، على حد قولها.
وقالت الوزارة إنها ستواصل "القيام بالواجب الوطني في استعادة المناطق التي دخلتها التنظيمات الإرهابية"، حسب تعبيرها.وتساءل الخبير العسكري عن مدى قدرة فصائل المعارضة السورية في إدامة الزخم نحو حمص في ظل المساحات الشاسعة التي تفصل بينها وبين حلب وحماة.
وقال الفلاحي إن الاندفاع نحو حمص يعد عاملا حاسما لقطع التواصل بين دمشق ومناطق الساحل، وكذلك يعني الوصول إلى حمص أن مدينة القصير باتت تحت مرمى الاندفاع القادم لقوات المعارضة السورية.وبعد دخول حماة، قالت إدارة العمليات المشتركة التابعة للمعارضة السورية إن "حمص تترقب قدوم قواتنا"، في حين أفادت وسائل إعلام سورية بتصدي المضادات الأرضية لمسيّرات في أجواء حمص.ويعتقد الفلاحي أن قوات المعارضة المسلحة مطالبة بالقيام بعملية إعادة تعبئة وتنظيم لقوات جديدة بحيث تستطيع بسط سيطرتها بشكل كامل على المناطق التي تدخلها، إلى جانب تعزيز القوات القتالية لإدامة الزخم باتجاه حمص.ويتوقع الخبير العسكري أن تشكل المعارضة السورية حكومة مدنية لإدارة حماة وتشكيل قوات حفظ الأمن الداخلي بالمدينة.
وأقر بأن قوات المعارضة سوف تستفيد من الأسلحة والذخائر التي سيطرت عليها من دبابات وطائرات ومنظومات دفاع جوي ومعامل تصنيع عسكري، لكنه شدد على أن الأمر يحتاج الكثير من الترتيبات.في المقابل، قال الخبير العسكري إن الجيش السوري يحاول الاستفادة مما تبقى له من إمكانيات وقدرات وموارد لوقف تقدم قوات المعارضة السورية عند خط معين.
وأبدى شكوكه في قدرة قوات وزارة الدفاع السورية في بناء خط دفاعي لوقف زحف المعارضة السورية المسلحة بهذه السرعة والكيفية.ومنذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تخوض المعارضة السورية اشتباكات مع قوات الجيش السوري بعدة مناطق في البلاد، ونجحت الجمعة في دخول حلب ثاني كبرى مدن سوريا، والسبت بسطت سيطرتها على محافظة إدلب.
توقع الخبير العسكري فايز الدويري سقوط مدن أخرى بعد مدينة حلب، وقال أن اقرب مدينة للسقوط هي دمشق، محذرا الجميع مما سيحدث. فايز الدويري أطلق تحليلاته للوضع في سوريا، وكشف كل ما سيحدث خلال الفترة القادمة، وقال أن على الجميع سماع نصيحته قبل فوات
الاوان.
من جهة أخرى، اشار فايز الدويري أن حركة حماس تطورت بشكل ملحوظ، وذكر أن هذا التطور يتجلى من خلال نمط متكرر في استهداف العمق الإسرائي... لي. حيث يصل هذا الاستهداف إلى مسافة 145 كيلومتراً من الحدود اللبنانية.
وأوضح الدويري أن التحليلات تشير إلى تركيز متزايد من قبل المقاومة على استهداف القواعد العسكرية الإستراتيجية الإسرائيلية.
بالتحديد، تستهدف المقاومة نقاط القوة الرئيسية، بما في ذلك القوات المدرعة على الخط الأزرق والقواعد الجوية، حيث يمثل استهدا.
القواعد الجوية أولوية استراتيجية نجاح هذا الاستهداف قد يؤدي إلى تعطيل الطلعات الجوية، مما يحقق ميزة واضحة للمقاومة في ساحة
المعركة.
كشف الدويري عن التكتيكات المتبعة، مثل الاعتماد على استراتيجية إغراق سماء إسرائيل برشقات صاروخية كثيفة، تزامناً مع إرسال
الطائرات المسيرة.
هذه الاستراتيجية تهدف إلى استغلال نقاط الضعف في منظومة القبة الحديدية، التي تعاني من نقص في البطاريات، مما يجعلها عرضه
للمزيد من الهجمات.
التأثير الجمعي لكل هذه التكتيكات يمكن أن يؤثر بشكل ملحوظ على مسار النزاع العسكري في المنطقة
أوضح الخبير العسكري العراقي مهند العزاوي أن التحركات العسكرية في سوريا من طرف فصائل المعارضة فاجأت الجميع، قائلا إن التحركات العسكرية الأخيرة جاءت نتيجة لعوامل عدة بينها تضرر قدرات حزب الله بعد حربه مع إسرائيل ومحدودية حركة إيران داخل سوريا.وأضاف أن هذه الفصائل انتقلت من مهمة الحفاظ على المناطق التي تسيطر عليها ومناطق خفض التصعيد، إلى تحقيق مكاسب ميدانية مثل السعي إلى استعادة إدلب بعدما استجمعت قواتها بشكل ربما فاجأ قوات النظام السوري.وحول أسباب تحرك فصائل المعارضة في حلب وإدلب، قال العزاوي إن وجود حزب الله، وإن بشكل غير رسمي، في هذه المناطق، وما لحق به من ضربات إسرائيلية في لبنان أفقدته بعض قوته حيث لم يعد كالسابق، إضافة إلى أن إيران أصبحت حركتها محدودة داخل سوريا، وهذا شجع قوات المعارضة على التحرك ميدانيا.وفي السياق ذاته، أشار الخبير العسكري العراقي إلى التقارير التي تحدثت عن وجود دعم غربي عسكري للمعارضة السورية لأول مرة، وذلك بغرض فتح جبهة جديدة ضد روسيا التي لم تعد سوريا أولوية عندها بسبب انشغالها بالحرب في أوكرانيا.تدخل روسي محتمل
وقال العزاوي إن هذه العوامل دفعت بالمعارضة السورية للتحرك مجددا لاستعادة بعض القرى والمناطق في ريف حلب، بما يوحي بإمكانية تطور المواجهات العسكرية مع قوات النظام السوري التي لا تملك إمكانيات كبيرة لإحكام سيطرتها على هذه المناطق.غير أن العامل المؤثر -يقول العزاوي- يبقى قوة الجيش الروسي الذي يملك قدرات تدميرية كبيرة وتفوقا جويا وصاروخيا، وهو ما قد يقلب المشهد على المعارضة السورية بشكل يسمح بإيقاف الهجوم الحالي.وسيطرت فصائل المعارضة السورية على بلدة خان العسل الإستراتيجية لتنضم بذلك إلى 32 قرية ونقطة سيطرت عليها في ريف حلب الغربي، كما سيطرت على 5 قرى أخرى شرق مدينة إدلب، بما يعادل مساحة حوالي 245 كيلومترا، بعد اشتباكات مع قوات النظام السوري عقب إعلان إطلاق عملية "ردع العدوان" أمس الأربعاء، التي أدت إلى سقوط عشرات القتلى.وتأتي الاشتباكات في ريفي حلب وإدلب بعد أشهر سادها هدوء كانت تتخلله عمليات قصف متفرقة من جانب قوات النظام السوري لمناطق خاضعة لسيطرة المعارضة.
انطلقت الثورة السورية في الخامس عشر من مارس/آذار 2011 متأثرة بما أطلق عليه الربيع العربي، وقد سبق الشعب السوري كل من الشعب التونسي والمصري والليبي واليمني بحراك جماهيري تراوح بين الحراك السلمي والثورة المسلحة.وقد نجحت جميع تلك الشعوب ولأسباب وظروف موضوعية داخلية وخارجية في إسقاط رؤوس الأنظمة القديمة، ولكن أيا منها لم يتمكن بعد من إسقاط كافة أركان الأنظمة السابقة أو التخلص من بنية الدولة العميقة من أجهزة أمنية وإعلامية وقضائية ورجال أعمال وغيرها، فيما لا تزال الثورة السورية تراوح مكانها.رغم أن جميع تلك الأنظمة تصنف على أنها أنظمة دكتاتورية فإنها تختلف عن بعضها اختلافا جذريا، وأهم أوجه الاختلاف هي في العقيدة العسكرية التي أسست عليها جيوش تلك الدول.فقد بني الجيش اليمني على أسس قبلية ومصالح شخصية، فاختيار القادة ونطاق صلاحياتهم يعتمد على قرب أو بعد القائد من الرئيس علي عبد الله صالح، فيما تم إهمال الجيش الليبي وتحجيم قدراته لصالح الكتائب التي يقودها أبناء القذافي.أما الجيش التونسي فقد تم إبعاده عن الحياة السياسية منذ أيام الحبيب بورقيبة وحافظ زين العابدين على ذلك التوجه، وأثر البعد الاحترافي للجيش المصري على موقفه من الثورة فوقف على الحياد، وتخلى عن رئيسه نزولا عند رغبة الشارع المصري رغم المكاسب الاقتصادية التي حققها ويحققها قادته حيث تدير القوات المسلحة ما يقارب 40% من عجلة الاقتصاد المصري.يمثل الجيش السوري حالة خاصة، فمنذ انقلاب حسني الزعيم عام 1949 والجيش السوري يعتبر الرقم الصعب في العملية السياسية، وتعزز دوره بعد وصول حزب البعث إلى الحكم وبزوغ فجر حافظ الأسد، حيث عمد إلى إعادة صياغة العقيدة القتالية للجيش السوري ليجعل منه جيشا مسيسا عقائديا، كما أعاد بناء الجيش على أسس طائفية حيث تبلغ نسبة الضباط من الطائفة العلوية أكثر من 85% في الجيش السوري عامة، وأكثر من 95%في قوات النخبة والحرس الجمهوري والفرقة الرابعة.كما عمد الرئيس حافظ الأسد إلى إعادة تشكيل وهيكلة الأجهزة الأمنية ليجعل منها الحارس الأمين للنظام، وجعل مبدأ الشك في الآخر هو أساس البقاء، ولضمان ولائها جعل كل جهاز يراقب الآخر، وأطلق أيدي منتسبيها للعبث في جميع مناحي حياة الشعب السوري، كل ذلك وغيره الكثير حال دون حدوث انشقاقات عمودية في الجيش السوري تحسم الوضع الميداني لصالح الثوار، فمعظمهم متورط بشكل أو بآخر والغالبية تدافع عن نفسها.منذ أحداث المسجد العمري في درعا عمد إعلام النظام الموجه للحديث عن الإرهابيين وعن المؤامرات الخارجية التي تحاك ضد نظام المقاومة والممانعة، فيما عمدت بعض رموز النظام للتأكيد على البعد الطائفي والنزوع نحو الحرب الأهلية كما أعلنت بثينة شعبان، وأعلن الرئيس السوري أن الثورة بقيت سلمية طيلة الأشهر الستة الأولى من عمر الثورة.تبنى النظام السوري المقاربة الأمنية منذ اللحظة الأولى مستفيدا من التجربة الإيرانية في تعاملها مع الثورة الخضراء، ولكنه تفوق عليها في تدرجه باستخدام الأسلحة، حيث عمد إلى استخدام الأسلحة الخفيفة من قبل الشبيحة تحت إشراف القوات السورية، ثم أشرك قواته المسلحة بشكل مباشر، انتقل بعدها إلى استخدام الأسلحة المتوسطة فالأسلحة الثقيلة فالطائرات العمودية ثم المدفعية والقذائف الصاروخية فصواريخ سكود فالطائرات المقاتلة فالبراميل المتفجرة والقنابل العنقودية والفراغية فالسلاح الكيميائي.وكان من الذكاء أنه ينتقل من مستوى لآخر بشكل محدود ومتدرج ويرقب ردود الفعل العالمية، وعندما لا يجد أية ردود كان يتوسع في استخدام السلاح والانتقال إلى المستوى الذي يليه، وقد ساعده على تطبيق ذلك النهج الدعمان الإيراني والروسي المستمرانجاء التحول الرئيسي في تعامل النظام السوري مع الحراك السلمي على إثر زيارة وزير الخارجية الروسي يرافقه مدير الاستخبارات الروسية، فعدل عن المقاربة الإيرانية إلى المقاربة الروسية أو ما عرف بمقاربة غروزني، أو عقيدة بوتين، حيث تحول الجيش السوري من المقاربة الأمنية إلى المقاربة العسكرية المفتوحة.اتسمت العمليات العسكرية خلال عام 2012 والنصف الأول من عام 2013 بالمد والجزر، حيث حققت قوات المعارضة المسلحة إنجازات ميدانية كبيرة بدءا بما اصطلح عليه تفجير خلية الأزمة في دمشق والسيطرة على الأحياء الجنوبية من العاصمة، وإخراج مطارها الدولي عن العمل والسيطرة على معظم أراضي الغوطتين، وسيطرة شبه مطلقة على القلمون وريفي حمص الجنوبي والغربي وريف أدلب ومعظم أحياء حلب القديمة وريفها، والسيطرة على محافظة الرقة ومعظم محافظة دير الزور وغيرها الكثير حتى بلغت نسبة الأراضي المسيطر عليها من قبل قوات المعارضة المسلحة حوالي 65% من الأراضي السورية.أجبرت الإنجازات الميدانية لقوات المعارضة المسلحة النظام السوري على مراجعة إستراتيجيته العسكرية وتحديد نقاط الضعف وآلية معالجتها، وكان من أهم نقاط الضعف لديه ما يلي:– عدم توفر قادة مخططين على المستوى الإستراتيجي، وعدم توفر قوات أرضية موثوقة كافية، والفشل في التعامل مع البيئة الاجتماعية الداعمة للثورة.وللتغلب على تلك الصعوبات عمد النظام إلى الاستفادة من الخبراء الروس واستقدام مستشارين إيرانيين تولوا عملية التخطيط والإشراف على التنفيذ، واتضح ذلك في العمليات العسكرية التي نفذتها القوات السورية المدعومة بالمليشيات الشيعية وقوات حزب الله في الغوطة الشرقية والقصير والقلمون.وللتغلب على نقص القوات سمحت إيران لحزب الله بالتدخل العسكري المباشر كما تولى فيلق القدس عمليات تجنيد وتدريب الشباب الشيعي حيث تشير التقارير لوجود أكثر من واحد وعشرين تشكيلا شيعيا يزيد عدد منتسبيها عن أربعين ألف عنصر تقاتل لجانب قوات النظام، كان آخرها سرية صائدي الغزلان من إقليم ناغورنو كرباخ الخاضع للسيطرة الأرمنية.فيما عمدت قوات النظام إلى إلحاق أكبر الضرر بالمدنيين السوريين المتواجدين في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة المسلحة، فعمدت إلى الاستخدام المفرط للبراميل المتفجرة وصواريخ سكود، وإلى الاستخدام المتكرر للسلاح الكيميائي والذي بلغ ذروته في الهجوم على بعض بلدات الغوطتين صبيحة يوم الحادي والعشرين من أغسطس/آب من العام الماضي.أدى سقوط القصير في مايو/أيار من العام الماضي إلى إجراء تغيير رئيسي آخر على إستراتيجية العمليات المعتمدة من قبل الجيش السوري، وكانت إيران وحزب الله هما القوة الدافعة وراء هذا التغيير، حيث حاول النظام السوري بعد السيطرة على مدينة القصير تفعيل جبهة حلب خاصة منطقتي نبل والزهراء وعندما لم يحقق نجاحات هامة فتح جبهة خناصر السفيرة مطار النيرب النقارين الشيخ نجار وحقق بعض الإنجازات.بيد أن مخططي حزب الله والمخططين الإيرانيين وبعد تزايد عمليات التفجير في لبنان أرادوا تغيير اتجاه العمليات بما يخدم المصالح الإيرانية ومصالح حزب الله، وبالتالي مصلحة النظام السوري، فتم تفعيل جبهة السيدة زينب حيث استعادت قوات النظاموالقوات الداعمة لها السيطرة على بعض البلدات المحيطة بها، كما تم تشديد الحصار على الغوطة الشرقية والأحياء الجنوبية من دمشق، فيما تم تطوير العمليات الأرضية المسندة بالقوة النارية الأرضية والجوية على منطقة القلمون وريفي حمص الجنوبي والغربي، حيث باتت معظم هذه المناطق تحت سيطرة قوات النظام.وبذلك حقق النظام السوري التواصل الجغرافي من مطار دمشق والسيدة زينب في الجنوب الشرقي من العاصمة مرورا بالقلمون وحمص إلى الساحل السوري مما يمنح النظام الفرصة للادعاء أن الأوضاع الميدانية مواتية وتسمح بإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها.قابل تلك التطورات من قبل النظام وحلفائه تغيير آخر في إستراتيجية قوات المعارضة وإن لم يكن ذلك التغيير صادرا عن قيادة مركزية تمسك بمنظومتي القيادة والسيطرة، فتم فتح جبهة الساحل في الحاديوالعشرين من مارس/آذار الماضي بإطلاق عملية الأنفال حيث تمكنت قوات المعارضة المسلحة من السيطرة على معبر كسب وبلدة السمرا والمرصد 45 والوصول إلى رأس البسيط، بعد هذه الاندفاعة السريعة تباطأ تقدم قوات المعارضة لعدة أسباب منها:عدم تناسب الإمكانات مع الأهداف وعدم توحيد الجهد والقيادة وعدم وصول تعزيزات وإمدادات، والتصعيد العسكري من قبل قوات النظام والمتمثل بتكثيف القصف الجوي والصاروخي والمدفعي والهجمات المعاكسة المحدودة وعمليات بناء القوة المدعومة بعناصر حزب الله والألوية الشيعية الأخرى، وقد عمد النظام إلى استقدام قوات من حماة ودمشق لإكمال عملية بناء تلك القوة.كما شنت قوات المعارضة السورية عدة عمليات رديفة منها صدى الأنفال وأمهات الشهداء، كما تم تفعيل جبهة الزهراء والليرمون في مدينة حلب والاستيلاء على المباني المحيطة بمقر فرع المخابرات الجوية في المدينة، كما صعد الثوار من عملياتهم في ريف إدلب خاصة في المدن المسيطرة على الطريق الدولي دمشق حلب وتحديدا مدن خان شيخون ومورك وكفر زيتا حيث عمد النظام لقصفها بالعوامل الكيميائية -غاز الكلور- عدة مرات.التصعيد في المنطقة الشمالية أثر إيجابا على العمليات في المنطقة الجنوبية حيث تمكن الثوار من السيطرة على التلال الحمر الشرقية والغربية في ريف القنيطرة فيما تصاعدت العمليات في قرى النعيمة وبصر الحرير في ريف درعا.قراءة متأنية لخارطة العمليات العسكرية على الجغرافيا السورية توضح للمحلل العسكري والإستراتيجي أن عدم تكافؤ القوى والقدرات القتالية بين طرفي الصراع وتشتت الجهد وتعدد القيادات وعدم توفر السلاح النوعي لدى الثوار فرض عليهم تصعيد عملياتهم العسكرية في الأطراف لعدم قدرتهم على تحقيق الحسم العسكري أو على الأقل الاحتفاظ بالإنجازات التي تم تحقيقها سابقا في مركز الثقل الجغرافي السوري، فيما نجحت قوات النظام والقوات الداعمة لها بخوض المعارك الحاسمة وكسبها في نفس المنطقة مما يمكن هذه القوات بعد الانتهاء من معركة حمص أن تطور عملياتها باتجاه الشمال والجنوب.لا يعني تطوير العمليات العسكرية لقوات النظام القدرة على الحسم وكسب الحرب، ففي حال ثبوت حصول قوات المعارضة على صواريخ تاو الأميركية بأعداد كافية قد تقلب موازين المعركة في الشمال السوري حيث تعتبر طبيعة الأرض مناسبة جدا لهذا النوع من الأسلحة.وفي حال حصول قوات المعارضة على أسلحة ضد الجو "وهذا غير مستبعد" فسيتم تحييد سلاح الجو السوري وعندها تمتلك قوات المعارضة قابلية الحركة الميدانية والعملياتية مما سيخلق واقعا ميدانيا جديدا لن تستطيع القوات السورية التعامل معه بكفاءة وفاعلية في ظل النقص الكبير في أعداد القوات الموثوقة.وإذا ما استطاع الثوار تطوير عملياتهم في محافظة القنيطرة باتجاه مدينة البعث بالتزامن مع فك الحصار عن بلدة نوى والثبات في القابون وجوبر والمليحة وجميعها ضمن إمكانات الثوار المتاحة، فإن ذلك سيعيد معركة الجنوب إلى الأوضاع الميدانية التي كانت سائدة في منتصف عام 2012.أما في حال عدم حدوث هذه التغيرات الدراماتيكية فستبقى الأوضاع العامة على ما هي عليه تتراوح بين مد وجزر ربح معركة في مكان، مقابل خسارة أخرى في مكان آخر، وهنا سيبقى الصراع المسلح يدور في حلقة مفرغة ولفترة زمنية غير محددة لعدم قدرة أي من طرفي الصراع على كسب الحرب.وهذا الاحتمال هو الأكبر، مما يعني تدمير ما تبقى من مقومات الدولة السورية وتحولها إلى دولة فاشلة، وما سينتج عن ذلك من آثار سلبية كبيرة على دول الجوار ودول الإقليم.يبقى الحل السياسي هو الحل الوحيد والمتاح، ولكنه يحتاج إلى إنجازات عسكرية من قبل قوات المعارضة تجبر النظام السوري على القبول، وهذا لن يتحقق إلا بتزويد قوات المعارضة المعتدلة بالأسلحة النوعية المطلوبة وتفعيل رئاسة الأركان لتمارس دورها القيادي الحقيقي.