"ما كان يجري بداخلها أمر لا يصدق"، يعيش السوريون حالة ذهول، أمام واقع السجون ومراكز الاعتقال، التي كان نظام الأسد يدير في داخلها جحيما أشبه بمحاكم التفتيش في القرون الوسطى، والتي كشفت جانبا مؤلما من الحقائق التي حرص نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد على إخفائها عن أعين العالم.
وأظهرت الصور التي بثتها قناة الجزيرة من داخل الأكاديمية العسكرية في حلب، وسجن صيدنايا، ومراكز اعتقال أخرى في دمشق، وجود غرف احتجاز لا ترى النور، وممرات خانقة، وطوابق تحت الأرض، جرى تصميمها بإتقان لتعزل آلاف الرجال والشباب والنساء والأطفال المحتجزين عن العالم الخارجي، في مشهد يترجم طبيعة الحقبة المظلمة التي هندستها عائلة الأسد، الأب والابن، لتدفن سراديبها تطلعات السوريين، وأحلامهم، وآمالهم.
للخبر بقية في الأسفل.. ومن أخبارنا أيضاً:
معجزة الكركم مع الفازلين! دهنت بطني قبل النوم… وفي 4 أيام، الكرش اختفى كأنه ما كان!
معجزة الكركم مع الفازلين! دهنت بطني قبل النوم… وفي 4 أيام، الكرش اختفى كأنه ما كان!
ستندم إذا أكلت هذا النوع من اللحوم لأنه يسبب مرض قاتل ليس له علاج ؟
العطارين عارفين فوائدها الجبارة: عشبة في مطبخك تحل مشاكل صحية خطيرة!
تم القبض على شابة ظهرت بمظهر غير أخلاقي تماماً في الشوارع فيديو أحدث ضجة!
وجبه متوفره في كل منزل يحذر منها الاطباء لانها ستقودك الى القبر ( تعرف عليها)
هذه الأطعمة قد تدمر حياة طفلك وتصيبه بالكبد الدهني وانت لا تعلم
قال الرسول" لاَ يَدخل الجنَّة الجوّاظ" فمن هو الـ الجوّاظ"
3 علامات في الساقين تدل على الإصابة بأمراض القلب.. لا تؤجل الذهاب للطبيب
وتقدر الأمم المتحدة مع منظمات حقوقية دولية، عدد المغيبين قسريا في سوريا، بأكثر من 130 ألف معتقل، ما زالت أعداد كبيرة منهم لا يعرف مصيرها، هل هم أحياء أو أموات، في حين تؤكد منظمات حقوقية محلية وجود نحو 300 ألف معتقل، لقي عدد كبير منهم مصرعه تحت التعذيب.
ويعود تاريخ بناء السجون وتوسعة مراكز الاعتقال لفترة حكم الأسد الأب، الذي مارس نظامه البوليسي في الثمانينيات من القرن الماضي، قوة مفرطة ضد معارضيه، حولت البلاد إلى مسلخ بشري كبير، كانت مدينة حماة -وسط سوريا- آخر ضحاياه.
ويشير الإعلامي السوري عبد الله بارودي إلى أن معظم مراكز الاعتقال في دمشق أو في مدن حماة وحلب وحمص، قد تم تشييدها خلال فترة الثمانينيات ضمن مربعات أمنية محمية، بعد أن اكتظت السجون التقليدية بنزلائها.
وأوضح في حديثه للجزيرة نت، أن عشرات الآلاف ممن تم اعتقالهم في تلك الفترة، غيبوا قسرا في أمكنة احتجازمجهولة، لم يعرف ذويهم مصائرهم باستثناء سجن تدمر، الذي افتضح أمره عقب مذبحة شهيرة ارتكبتها قوات سرايا الدفاع -التي يقودها رفعت الأسد– في يونيو/حزيران 1980 وراح ضحيتها أكثر من ألف معتقل، تم تسريب أسمائهم.
ويفرض القانون الدولي لحقوق الإنسان، التزامات واضحة على الدول، لحماية جميع الأشخاص المحتجزين لديها، ومعاملتهم معاملة إنسانية، تحميهم من العنف أو الظروف التي تهدد حياتهم، بما في ذلك حمايتهم من أي نوع من أنواع التعذيب أو سوء المعاملة. كما يتعيّن عليها تقديم الرعاية الصحية لهم والقدر الكافي من الغذاء.
كما حظر الإعدام الميداني، أو القتل خارج نطاق القانون أيضا، بصرف النظر عن وضع المحتجزين أو طبيعة الجرائم التي يتهمون بها. وطالب عدم فرض أي عقوبة إلا بعد محاكمة تجري وفقا لمعايير الأصول القانونية الواجبة.
ويرى البارودي أن هذه البنود الملزمة لا يمكن التنصل منها، وهي التزامات لا غنى عنها من أجل منع الإفلات من العقاب، وبالتالي محاكمة المسؤولين عن جرائمهم.
وأوضح أن نظام الأسد الابن كرر أخطاء الماضي، وواصل سياسة القمع الممنهج في مواجهة احتجاجات الربيع السوري، حتى تجاوز بجرائمه ما ارتكبه نظام الأب، حيث قتل مئات الآلاف، واعتقل مثلهم، وهذا اضطره في نهاية المطاف لاستخدام ملاجئ الطوارئ الموجودة تحت الحدائق العامة في مدن دمشق وحمص وحماة وحلب، التي أعدت لاختباء المدنيين من الهجمات المعادية أثناء الحروب، كمراكز اعتقال، و"أكثرنا لا يعرف حتى اللحظة هل تم تفريغها أم ما زالت تضم أعدادا منهم، في ظل ما يتواتر عن وجود أمكنة سرية، يجري البحث عنها".
ويصف الخبير الحقوقي المحامي أحمد العيتي مشهد الإفراج عن مئات النساء المعتقلات في سجن صيدنايا، وردود أفعالهن تجاه إطلاق سراحهن مع أطفالهن، باللحظة المؤثرة التي أبكت السوريين. قائلا إن "الكثير منهن لم يصدقن أن حكم البعث قد انتهى، وأن الأسد قد فر خارج البلاد، وسيجري إطلاق سراحهن".
وأوضح العيتي أن عائلات عديدة ما زالت تبحث عن ذويها، على أمل أن تجدهم أحياء في مراكز اعتقال أخرى، كانت قد دفعت في وقت سابق ملايين الليرات لمسؤولين حكوميين وأمنيين، من أجل التوصل إلى أمكنة احتجازهم، لكن من دون جدوى.
كما تقدمت عائلات أخرى بطلبات رسمية لاستلام جثامين أفراد منها ماتوا داخل السجون، لم تتم الإجابة عنها، باستثناء شهادة وفاة أعطيت لها تحدد أن المتوفي مات جراء سكتة قلبية أو فشل تنفسي.
وسيطرت قوات المعارضة السورية "ردع العدوان" التي بدأت عملية عسكرية شاملة ضد الأسد، وأسقطته بعد 54 عاما من الاستبداد ونظام الحكم الواحد، على أغلب السجون ومراكز الاعتقال في سوريا، وأفرجت عن آلاف السجناء.
واعتبرت لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة بشأن سوريا هذا الإنجاز، بداية تاريخية لشعب عانى من العنف والوحشية التي لا توصف، على مدار 14 سنة ماضية.
وقال رئيس اللجنة باولو بينهيرو: "يجب السماح للشعب السوري برؤية هذه اللحظة التاريخية كنهاية للقمع الذي نظمته الدولة لعقود". واصفا الإفراج عن الأشخاص الذين كانوا معتقلين تعسفيا لعشرات السنين، بالمشهد الذي لا يستطيع ملايين السوريين تخيله.